..ولازال التركمان.. على قيد الأمل وحب الحياة فوق أرض العراق
هاهم التركمان العراقيون يحصدون بعض ما غرسه سعي إخلاصهم أفراحا تزغرد في أعماقهم أثناء سعيهم للإدلاء بأصواتهم الثمينة على كل من الصعيد الوطني العام والقومي الخاص كذلك في يوم الانتخاب.. بل وهل تقدر تلك اللحظات - التي أحس خلالها التركمان أنهم يتنفسون معنويا بعد عقود من اختناق الحرية المطلق - بأنفس الأثمان المادية؟؟.. ومن للصوت التركماني ينفخ فيه مزيدا من روح الحياة والحماس للتقدم والنهوض بمستقبل التركمان على أرض العراق إن أعرض وتخلى عنه أهله وأولي أمره من التركمان أنفسهم؟؟
ورغم أنه قد سبقت رائحة بعض بوادر السلوكيات التي بدا أنها تهزأ بحقوق الناس و لا تعبأ بقانون أرضي أو سماوي من قبل من لا يعبؤون بمصلحة العراق وعموم شعبه حقا
تحت أسماع وأبصار غير قليل من موثوقي الشهود قبيل فترة الانتخابات وأثناء وقتها، إلا أن ذلك لفرط ما بولغ في تكراره خلال فترة مضت ما عاد بالأمر العجيب أو المفاجئ في ظل ظروف الفوضى والاضطراب عسيرة الضبط والتي لطالما انتهزها بعض أولئك في الفترة الراهنة، فكان من المتوقع أن يكون ما كان ويحدث ما حدث مؤخرا من تلك الأحداث، فضلا عن أن عددا من العقول التي لا يستهان بها قد تنبأت بما حدث قبل حدوثه و ناقشت بإسهاب ما يستحق النقاش من جوانبه، وعلى تبقى مما يستحق الحديث مزيدا هو مشاعر العنفوان التركماني المتدفق بمزيد من صدق الأحاسيس الوطنية أثناء يوم الانتخاب.. والتي بزغت بها آية أخرى من آيات حقيقة انتمائهم للعراق دون سواه..
إن تلك الأفواج التركمانية التي سارعت ببذل أصواتها لانتخاب من تثق بهم ممن تراهم حقا أهل للانتخاب أثبتت بذلك صدق ولائها للعراق قبل ما سواه، فقد شاركت تلك الأصوات التي كانت - في ظرف كظرف حاجة العراق لها - أثمن من ثمينة في إنجاح الانتخابات العراقية بصورة عامة، كما أن مشاركة التركمان تلك قد أثبتت أنهم يقاسمون حقا بقية أشقاء الوطن الواحد من القوميات الأخرى اهتمامهم بمستقبل أرض الجميع.. ويعبؤون بمصلحته وبما كان وما سيكون فيه وعليه كمواطنين أصابهم ذات المصاب الذي سواهم فيه من قبل، ونالهم من البلاء ما نال ولا زال ينال منهم ومن أشقائهم اليوم.. ويترقبون مثل ما يترقبه الشعب أجمع من خفايا الأيام المقبلة..
لم تكن تلك مشاركة من سقط متاع المشاركات فحسب، بل لقد كان انضمام ما هو أهل للاختيار من القوائم والأحزاب التركمانية لقوائم الانتخابات، وتصويت جمهور العراقيين التركمان هو إعلاء للصوت التركماني وإثبات لوجوده وحياته، وتذكير بمدى اهتمامه الجاد بمشكلة العراق الكبرى قبل مشاكله القومية الشخصية في زمن خشية المخلصين من أبناء الشعب أجمع على وطن يلتهب ورغبتهم في إنقاذ أرض تتربص بها ما يزيد على مقصلة أجنبية عدوة.. وبرقية إباء جديدة تتغنى بكون التركمان لا زالوا على قيد الأمل وحب الحياة في العراق.. الذي يبقى جزءا من وجدان كل عراقي حق...
وعاش العراق قويا بجميع أطياف شعبه الأبي..